حكايتك إيه؟
ركن الحواديت
منذ الصغر .. نسمع كلمة حدوته .. و ترسخت عند كثيرين بأنها تلك القصة أو الحكاية الخياليه التى تقال للطفل قبل النوم ..أمثال ست الحسن و الجمال و الشاطر حسن .. و فى المدرسة كان لا يخلوا يومك من حكايات مع زملاء الفصل الدراسي .. حكايات .. قصص .. حواديت .. هى طبيعة البشر أن نتحاور و نتبادل أطراف الحديث فى شكل مواضيع و قصص مختلفه.
تمشى مع صاحبك فى المدرسة .. فمثلا تقول و بكل فخر " أنا إشتريت إمبارح علبة ألوان ستاشر لون" و تبدأ تحكى قصة معجزة الستاشر لون و الإبداع و العبقرية إللى أنت بتعملها فى الرسم و إختيار الألوان على ورقة إسكتش بشوية خطوط و شخبطة حتى لو ملهاش معنى واضح لكن ليها عمق فنى و إحساس واقعى جميل عندك و أنت بتتبادل الحوار فى حدوته مع صاحبك فى موضوع الرسم و الألوان و تشعر أنك فنان عبقرى على حافة الجنون أمثال سلفادور دالى فى زمانه مع إنك لسه بتروح المدرسة بمريله .. (و المريله يا أصدقائى يقال عليها فى العصر الحديث .. ذِى مدرسي أو يونيفورم).
و فيه ناس تمِّوت نفسها علشان تجيب فى سيرة ناس و حكايات و حواديت و مفيش عندهم مانع إنهم كمان يضيفوا شوية بهارات على الحدوته سواء حقيقة أم خيال .. و ده بيكون واضع فى الإشاعات و الحكايات المختلفة عن مشاهير الفن و الثقافة و الإعلام و الرياضة .. أو ممكن نقول للمشاهير بصفه عامة.
و كمان ممكن موقف أو مواقف كتير فى حياة كل واحد فينا يترسم منها حدوته و تابلوه ذكريات .. منها ما يُحكى بسعادة و فرح و منها يا يُحكى بأسي و ألم ..
فى المرحلة الإبتدائية مثلا كان فيه دورى كرة قدم بين المدارس .. و كان عندنا حصة للألعاب .. طبعا مدرس الألعاب (مدرس التربية الرياضية) بيختار فريق أو منتخب للمدرسة علشان يتنافس بيه على درع أو كأس دورى المدارس .. و لأنى كنت بألعب كورة فى الشارع مع أصحابى .. فكان نفسي ألعب كورة فى فريق المدرسة و خصوصاً أنى أشول يد و قدم .. و لا تتخيلوا المعاناه و الزل و الإلحاح إللى أنا إتحايلت بيهم على الكابتن مدرس التربية الرياضية علشان يختارنى فى الإختبارات ألعب هدّاف للفريق .. لكن للأسف بعد الإختبارات الرياضية كان الكابتن ليه وجهة نظر مختلفه و إختارنى ألعب مدافع .. و موضوع إنى مقيد الحرية و أتكتف فى مساحة كمدافع ناحية اليمين ذى ما قال لى الكابتن كان خانقنى قوى .. المهم جاء اليوم الموعود .."سيداتى أنساتى سادتى .. اليوم ننقل لكم مباراة كرة القدم بين مدرسة أسامة بن زيد الإبتدائية و مدرسة عمار بن ياسر الإبتدائية .. و اللعب على أرضنا .. فى حوش المدرسة .. و فى وسط جمهورنا .. و ملعبنا (مدرسة أسامة بن زيد) .." أول عشر دقايق شوطة جامدة من رجلى الشمال فى مناخير زميلى فى الفريق جابت دم .. و أدى أول حادثة كانت كروية .. كلنا جرينا حواليه و بعد الإسعافات الأولية .. طلعوه بره الملعب و نزل واحد بداله.. كمان خمس دقايق لعب .. أوبااااه .. مش معقول .. جووووون .. جبت جون محصلش و لا أروع من كده برجلى الشمال .. للأسف فى حارس المرمى بتاعى إللى أنا واقف قدامه طبعا.. أعمل إيه الكورة إتزحلقت من على رجلى و أنا بأشوطها لقدام رجعت للخلف فى شباك فريقى .. و هنا الكابتن أو المدرب "إستشعر الحرج" و إنى مش فى المكان الصح .. عورت واحد من فريقى أول عشر دقايق و جبت جون فى فريقى ما شاء الله بعدها بخمس دقايق .. و هى فعلا الربع ساعة الأولى من المبارة و طلعت بره الملعب بعد ما إتوبخت طبعا من الكابتن و الفريق .. و دى يا أصدقائى حدوته أول مباراه ألعبها فى حياتى و أخر مبارة ألعبها و إعتزلت لعب كرة القدم و أنا فى الصف الخامس الإبتدائى .. و إتعلمت بعد كده معنى عبارة " الرجل المناسب فى المكان المناسب".
الفكرة إللى أنا عاوز أوصل بيها للهدف من الحدوته أو المعنى من الحدوته .. ممكن قصة أو حدوته لشخص كبير أو لطفل تنشد معنى كبير و نقول إننا إستفدنا بهذا المعنى .. قد يكون المعنى الحث على مكارم الأخلاق .. و قد يكون عن الناس الطيبين .. أو عن الصبر .. أو الإرادة و العزيمة .. أو الضمير .. أو اللحظات الأولى فى حياتك و ذكرياتك .. أو الحظ أو الصدفه أو القضاء و القدر .. أو السعادة .. ألخ و علشان كدة قلنا فى (ركن الحواديت) نبحث عن "ثقافة فن له معنى" ..
فكرة الحدوته كلنا بنعيشها فى حياتنا اليومية .. و كلنا بنرسم خطوطها بقصد أو بدون قصد .. ممكن أدندن أغنية عبارة عن حدوته فى إطار كلمات و موسيقى و لحن بديع .. و كمان ممكن أقول شعر بيوصّل معنى و بإبداع قصصى مقفى رائع .. و ممكن مجموعة من الشباب يمثلوا إسكتش عبارة عن حدوته صغيرة و نستمتع بيها .. و الطبيعى فى حياة كل واحد بيسمع أمثال شعبية أو عبارات دارجة و إترسخت فى أذهاننا بمدلول و معنى معين و تظل من التراث الثقافى لكل مجتمع .. لكن بالبحث نكتشف أن وراء هذا المثل أو العبارة الدارجة قصة و حكاية .. فكانت فقرة أصل العبارة فى حدوته فى كل لقاءات "ركن الحواديت" .. على سبيل المثال بنقول على المحسوبية " دى كوسه " و بنقول على عدم الإدراك أو الجهل بالشئ " إللى مايعرفش يقول عدس " و بنقول على إللى بيتعامل بوش مكشوف و جراءه " إللى إختشوا ماتوا " و هكذا .. و من هنا إبتدينا نبحث عن أصل العبارة و نحكى حواديتها فى كل لقاءات "ركن الحواديت" بساقية عبد المنعم الصاوى بالغردقة و مكتبة مصر العامة.
ركن الحواديت - محمد فهمى عرفه
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية